خريطة الذاكرة كما هي وأنا فقط عملي الوحيد هو ترتيب الصور ..
صورة وصورة وصورة ولا صورة
صورٌ نستضيء بها وصورٌ تسقط ،عنوة ، رَغْماً .. هكذا هي ونحن نفقد دمعة مع كلّ ملامح تختفي ولاتشينا بذكرى أو همس ..
صور في الذاكرة تؤشّر لنا بتلويحٍ صاخب وتمنحنا القوة ، المشاعر والحنين
نخصف منها على أرواحنا لنغطّي هذا الجدب والحزن والضعف ..
يا أ الله كم لنا ونحنُ نَحِنّ ونرغب ونريد ونبكي ونضحك / نغفو ونفيق وأحزاننا هي أحزاننا ووجوه أحبتنا حولنا ولانستشعرهم إلاّ إن حلّت حيْنةَ فقْد ..
أووووه ما أعياني هذا المساء..لأكتب..
أ هو حلم البارحة المقيت وتلك الأفواه الكبيرة المحملقة بغباء مفتعل ..
محملقة ؟
أتحملقُ الأفواه ..؟
نعم تحملق ..تحملق يا رفقة وتلتقط كل شاردة من عبارة لتلوكها وتلفظها بخبث مرةً أخرى على قوارع الأسماع الهائمة ..
وأوووه ٍ أخرى تائهة تعود لتلك الصور تلك الصور التي بدأت تفقد ملامحها مع طول الأمد ..
تلك الصور المرقّطة بوجوههم الجميلة المغمورة بحنطة ضحكاتنا العفوية الحالمة
وذلك العالم الذي يجهل وهو الوحيد الذي لم يفهم معنى الحنين
ذلك العالم الذي يدور في فلك التطور والمدنيّة وينسى أنّ الذاكرة هي الوحيدة التي تختم الصور بطابعها العتيق
أ ف ف ف مازالت الصور تؤرّقني وتعبث بأصابع قلبي ،تضع على كلّ أصبع منها ملامح / ذكريات وحفنة حنين موجعة ومبهجة بذات الوقت
وأوووووه ٍ ياصوراً ماحشرت في الذاكرة سوى حنيناً لايسدّ رمقاً ..