السبت، 27 فبراير 2010

[ كروسيه ] لشدّ خاصرة الشّـِعر ..!

ازداد في الآونة الأخيرة الاهتمام بالشعر وتقاطر الشعراء لاحتلال أماكنهم من كلّ حدب ٍ وصوب..
وبالتالي كثرت البرامج المهتمة بإظهار الشعر وتعزيز قدره..
وهنا يتبادر لأذهاننا مع تزايد تلك البرامج سؤالٌ مهم :
هل مازال الشعر يحمل الهدف المرجوّ منه خصوصا بعد ازدياد كمّ الشعراء وتقوّس الشعر ليتواءم مع الرغبات واضطراره للتلوّي بكل طريقة لإرضاء ذائقة المتلقي والمستلقي..
حيث أنّ تلك البرامج الّتي ظهرت لنا في السنوات الأخيرة اهتمّت بالشعر الشعبي على وجه الخصوص وقد أدارت كلّ الرؤوس لهُ ولها.
سواءً أكانت تلك الرؤوس متذوقة أو متفرّجة لحب الاستطلاع..
وفي تلك البرامج استمتعنا مع جمع ٍ لايُستهان به من الشعراء الذين يملكون من الموهبة والملكة الشعرية مايجذب أبصار ومشاعر المتلقـّين وبالمقابل اضطررنا للمشاهدة وللاستماع لثـُلـّة لاتمتّ للشعر بصلة إلا قافية ً وَ وزناً
ورغم كل هذا فقد استمرّ أمثالهم في الانتقال والصعود واستمرئنا الحال معهم ولا نقلـّـل من رؤية مقيّميهم لهم وعنهم..
ولكن حين نجمعهم مع من تجانبوا معهم ونقارن نجد بأن هناك بوناً شاسعاً وهوّة كبيرة فلا تشابه ولامقارنة.
وهنا ربما كان هذا لضرورات خاصة أباحت للمقيّمين رفعهم وأرغمتهم على ذلك ولاتثريب فالشعر الشعبي هو الآثم الوحيد حيث سمح للضرورات منذ الأزل لتنخر جسده هنا ربّما نتجاوز ونقول لـِكـُلّ ٍ ذائقة..
حتى لو لم تُذعن عقولنا لما قلناه ولكن أن تتضمّن تلك البرامج ماتضيق به خاصرة الشعر ومايتعثـّر معه الهدف الحقيقي من تلك البرامج فهذا مالا يحتمله جسد ذوائقنا ومالايحتمله جسد الشعرعموماً..
حيث فوجئنا في تلك البرامج بملامح ليس لها أي علاقة بالشعر إلا إن مالت إليه يوما وطوّعت القوافي لأجلها..
ملامح لربما أُريدَ منها أن تملأ الجعب المادية لتلك البرامج وبأيّ وسيلةٍ كانت..!
وليس لنا إلا الإذعان..
فلا مشدّ يشدّ عقولنا لتضيق كما يراد منها تلك الساعات..
أوليساعدنا على استيعاب ماحدث لجسد الشعر من ترهـّل..نهاية ً..
ألن نحظى بمشدّ ٍ لشدّ خاصرة الشعر كما هو مشدّ بعض كوكتيلات الشاشة الفضية؟!
لعلّ الشعر يشد ماترهـّل من جسده.. ونُعزّينا على ماأصابنا من خيبات!
..