الشعر عصارة الروح وشهدها الغنيّ بكلّ مفيد مع طيب مذاق..
أوهوذلك السيّد الّذي يأمر وينهى بنا - يقتحم أسوار الروح ويحتقن بالأسرار فتنفجر مياسمه عن الإبداع وتنفرج الأسارير بعد تمخّض وتحليق ٍ ورفرفة..
لا بل هوكالغيم ينفض أوردته ليقرّ غزيرُة على صدر أنثى الأرض فتستقي به ِ ولهاً بعد حنين وارتواءٍ بعد عطش معبّراً عن فرح الأم وحزنها - الحنين إليها - رثاؤها - أفراح البشر وأتراحهم - أنْسهم - أحلامهم ورغباتهم وقلّة ٌ من يترجمون كلّ هذا بإتقان..
فيُهرع إليهم عند كلّ جلجلة فرح طلباً لأبيات ٍ تشرح ما أتى على الأرواح من بِشْر ويُرتَمَى على صدور أحرُفهم رغبةً بهدأة ومواساة عند كلّ مُصاب.
واعتاد العرب منذ الأزل على نذر نفوسهم وشعرهم لخدمة أحبّتهم بلا مقابل.
إلاّ طمعاً بودادٍ وأخوّة - مُشاركة لهم في كلّ شيء، هكذا كانوا..
تلهج مشاعرهم لتخفّف وتُسعد - تُشعل وتُطفىء.وكما تبدّلنا وماتبدّل الزمن..
تبدّلت الرغبات وتغيّرت المفاهيم تبعاً لتحوّل الحاجات والظروف..
وكما تدثّر الشعر بوشاح الحداثة ورمى جبّة المكرور وارتاح إلى أنّهُ صنعة كما غيره من الحرف تحتاج للتجديد ومواكبة التطوّر...
تحوّل البعض لالتقاط لقمة عيشهم بملاعق من شعر وهيئوه كما يرغبه المقدّرون له حتى أصبح الشعر كالثياب والحليّ يباع ويُشترى ولن نثرّب فالحريّة قد كفلت وكل ٌّ له الحق بما يملكه فقط هي زفرة سيّد ٍ مدّ يدهُ زمنا ً عطاءً وهِبات..ومازال يمدّها ولكن تغيّرت الرغبات..!
سؤالي ومالا أجد له إجابة: مامكيال الشعر أوماقيمته..؟
هل توزن الأبيات تبعاً لطولها أم لعمقها وقدرتها على تصوير المناسبة.. أم تبعا لقدر الشاعر ومكانته..؟
ومن المقيّم في كلّ هذا..؟!
فقط يا أولئك «أحسنوا الذبحة.....»
..
إحساسنا يصدح ورانا وبشويش
مثل الحنين ايدُور في لجّة الريح
طال الطريق ومنتهانا على إيش
اقــْفال تسجـِـنّا بـَـلـــَيّا مفاتـــيح
ياشعر جنحانك تهاوت بلا ريش
إما تقوم انطير أومعك باطيح
..