السبت، 1 مايو 2010

الصباحُ المُختلِف ..! قصة قصيرة



المطر يرغمها على البكاء
وهي ترغمه على غسل وجهها المبلول أكثر مع الدمع
كان المطر غزيراً ذلك المساء
وهو لم يعد
أو هكذا هيئ لها
وأخبرتها أمها بعدها بأيّام أنه حقيقة
امتلأ المنزل ذلك الصباح بالضيوف
حتى الممرات ضاقت بهم
والغرف والصالة الكبيرة الممتدّة حتى الحديقة 
وتسمع نبتته تتأفّف اختناقاً ولهفة
ولم تسألها عن سبب ذلك حتى الآن..!
أ ِلأنها لحقت بك سريعا ولم تعزّيها ..؟
أ ه ه ه
كانت منطوية على فراشها في زاوية ضيقة بأقصى مكان من الغرفة
تلك الغرفة التي يحبها هو ويعشق الغفو على أريكتها

لم تلتفت ناحية الأريكة ذلك اليوم ولاتعلم لماذا
ربما لأنها خشيت أن لاتجدك عليها
أو لأن أمها قالت بأنها ستنقلها من هناك
سمِعَتها تتحدث هي ووالدها عن ذلك
و كانت خائفة أن تلتفت ولاتجدها
نهضت من مكانها وهي مغمضة العينين
أحسست لوهلة بأنها تمشي أو إن الأرض كانت من تمشي ،ترنّحت / كادت تقع
سندتها إحداهنّ .. أولئك النساء اللاتي أتين ذلك الصباح
فتحت عيناها بدهشة وابتسمَت بحزن وهي تتمتم
كلماتها كانت قليلة رمتها باقتضاب ..
سمعت اسمه آخر العبارة ..
ولم تعقّب لأنها لم تفهم مالّذي تقصده
وبين هذا وذاك جذبتها والدتها وهي ترسل دعاءً شعرته كسكّينٍ تنخر صدرها ..!
وأقعدتها بهدوء بجانب أختها نوف
نظرت إليها نوف باهتمام بالغ واحتضنتها
حدّقت بها بلا وعي وسألتها : مابكِ ..ولماذا تبكين ..؟
شهقت بحرقة وضَغَطت على جميعها
ارتعبت وآثرت الصمت
ذلك الصباح عاد أخاها مبكّراً على غير عادته وهمس في أذن أمها : والد أحمد يريد رؤية هديل
حملت أمها خمارها ورمته على رأسها ونادتها
استندت على يد نوف ونهضت إليها
دخلت على والد أحمد فانتبه لها بغرابة
نهض سريعاً وقبّل رأسها
كان سيقول شيئاً لولا أنها ابتدرته بسؤال: أين أحمد ياعم ..؟
أطرق مشدوهاً ووضع يده على عينيه
ربت عليها بحنان وشهق :جبر الله عزاءنا بِـ أحمد يا هديل ..!
..